حالة الغرور هي مما قد يسبب للإنسان أن يصر على تقصير، وأن يصر على ذنوب معينة، وحالة الغرور أيضاً قد تبعد الإنسان عن التوجه بخشوع بصدق إلى الله -سبحانه وتعالى- من واقع الاستشعار للذنب والتقصير بطلب المغفرة، المغرور حتى وهو يستغفر يستغفر بلسانه ولا يستغفر بقلبه، المغرور المعجب بنفسه يرى نفسه أنه ليس في موقع أن يطلب من الله المغفرة، ليس في موقع التقصير، وهذه حالة رهيبة جدًّا، هي الحالة التي ورَّطت إبليس، إبليس رأى نفسه في هذا الموقع، تعاظم أعماله الصالحة؛ فامتلأ غروراً وكبراً، وهذا ورطه، وراء الغرور، وبعد الغرور يدخل الإنسان إلى مرتبة أسوأ هي الكبر.
ولذلك نجد أنَّ الله -سبحانه وتعالى- يأمر حتى نبيه ورسوله -صلوات الله عليه وعلى آله-، وهو خير البشرية بكلها، خير ولد آدم، أعظمهم إيماناً، أعلاهم منزلةً وقربةً إلى الله -سبحانه وتعالى-، رسول الله محمد -صلوات الله عليه وعلى آله- يقول الله له: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ}
اقراء المزيد